طلاب اللبنانية يعتصمون ضد «طريق الموت»

Wednesday, 2 March 2016 - 12:00am
«الوضع مش طبيعي»، تحت هذا الشعار تحرّكت مجموعة من الطلاب في الجامعة اللبنانية ــ الفرع الرابع في البقاع للضغط من أجل إقامة جسور للمشاة تقيهم خطر الموت، إلا أن المفارقة تكمن في تحرّك الإدارة ومجلس فرع الطلاب لإجهاض هذه التحركات

رغم «التهديد» بتحميلهم «المسؤولية»، اعتصم أمس عشرات الطلاب من الجامعة اللبنانية ــ الفرع الرابع في البقاع ضد «طريق الموت» الذي يشكل خطراً على حياة طلاب الجامعة اللبنانية.

هذا التوصيف، يعود للأوتوستراد الذي يجبر طلاب اللبنانية على عبوره للوصول الى كليات الآداب والصحة والحقوق، في ظل تقاعس الجهات الرسمية عن إنشاء جسور للمشاة. فرغم كل ما يعانيه الطلاب من إهمال رسمي بحق الجامعة الوطنية، يقع طلاب الفرع الرابع ضحية الوصول آمنين الى صفوفهم.
«طريق الموت» أوقع العديد من ضحايا الصدم. توفي عدد من الطلاب بهذه الحوادث، فضلاً عن عشرات الجرحى. وبالرغم من هذا الواقع المأسوي، ورداً على دعوة طلاب مجموعة «الوضع مش طبيعي» إلى الاعتصام، أصدر مجلس فرع الطلاب في كلية الحقوق والعلوم السياسية، التي نفذ الاعتصام بالقرب منها، بياناً «مهماً جدا» يفيد بأن المجلس غير مسؤول عن أي تحركات تتعلق بجسور المشاة، ولا تمت إليه بأي صلة، وأي شخص مشارك يعتبر مشاركاً بصفة شخصية ويتحمل كامل المسؤولية». مدير الكلية أكرم ياغي ختم هذا البيان مرفقاً بعبارة «مع موافقة الإدارة»، وفُسّر هذا البيان على أنه تهديد مبطّن للطلاب، في ظل عدم تحديد طبيعة المسؤولية التي سيتحملها الطلاب المشاركون.
ينفي علاء المصري، عضو مجلس فرع الطلاب، وجود نية بتهديد الطلاب. «الوضع مش آمن تينعمل مظاهرات»، يقول المصري، محذراً من أن «أي اعتداء يحصل نحن لا نتحمل مسؤوليته كون التنظيم لم يكن على عاتقنا»، شارحاً أن مجلس فرع الطلاب بالتعاون مع الإدارة أخذ على عاتقه التواصل مع وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، وهو بانتظار أن يحدد لهم موعداً للقائه.

مدير الكلية اعتبر التحرك «مش بريء» لكون الدعوة لم تأت من «جهة شرعية»
مدير الكلية أكرم ياغي ذهب في تفسيره لتحمل المسؤولية أبعد مما فسره المصري. اعتبر التحرك «مش بريء» لكون الدعوة إليه لم تأت من «جهة شرعية»، «فطالما لم تأت الدعوة من مجلس فرع الطلاب، فلن أوافق عليها، وهي تحتاج الى غطاء شرعي»، مضيفاً أن التحرك في الشارع في مثل هذا التوقيت «عمل غير صائب».
وعن أحقية المطلب، وتزامن تواصل الإدارة ومجلس فرع الطلاب مع وزير الأشغال مع دعوة الطلاب إلى التظاهر، يلفت ياغي الى أن أي مطالبات أخرى غير المطالبة بالمبنى الجامعي الموحد، «لا تقدم ولا تؤخر».
ورغم تنظيم التحرك خارج الحرم الجامعي، إلا أن ياغي اتصل بمحافظ البقاع ليوصيه بعدم منح الطلاب الترخيص اللازم. فالطلاب تواصلوا الأسبوع الماضي مع مكتب المحافظ، وتلقوا جواباً منه بالسماح لهم بتنظيم التحرك. مطلع هذا الأسبوع، وبعد اتصال ياغي بالمحافظ، تلقى الطلاب اتصالاً آخر يفيد بعدم موافقة المحافظ على ذلك. تقول رفيف سوني، من منظمي التحرك، إن الحملة قدمت العلم والخبر نفسه المقدم للمحافظ الى القوى الأمنية، مستندين الى استشارة قانونية حصلوا عليها من أحد المحامين. بعد خطوتهم هذه، تلقوا اتصالاً من المعنيين يعلمهم بالسماح لهم بالتظاهر.
خلال التحرك، ألقت الطالبة فاطمة عيسى بياناً سألت عبره عن الموازنة التي خصصت لبناء جسور للمشاة، داعية باسم الطلاب والطلاب الشهداء (بسبب حوادث الصدم) الى اتخاذ الإجراءات اللازمة في وضع جسور للمشاة «أمام كليات الجامعة اللبنانية ــ الفرع الرابع سريعاً، وإلا سنتقدم باسم حملة «الوضع مش طبيعي» وباسم جميع الطلاب بطلب الى وزارة الأشغال لتقوم بواجباتها، وإن لم نسمع رداً إيجابياً سنلجأ الى التصعيد للحصول على حقوقنا الطبيعية».

لبنان ACGEN اجتماعيات الأخبار تربية وتعليم