انتخابات «اللبنانية» تُرحّل لوجستياً إلى أيار

Saturday, 27 February 2016 - 12:00am
يشكّل غياب المواطنة ومفهوم الدولة، والعلاقة بين الطالب والأستاذ من جهة ومع «الجامعة اللبنانية» من جهة ثانية، غموضاً، والسبب عدم شعور الطالب بالانتماء إلى مؤسسته التعليمية، وإحساسه أنه متروك لقدره، وللقوى الحزبية المسيطرة على إدارة الكليات والمعاهد.
جميع المحاولات لتوحيد القوى الطالبية باءت بالفشل، من خلال إعادة إحياء «الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية»، نظراً لعمق الخلافات القائمة بين مكوّنات هذه القوى، وانقسامها بين قوى الثامن والرابع عشر من آذار، وبين المستقلين الذين لا حول ولا قوة لهم، في الدفع للتغيير في الجامعة.
لم يناقش مجلس «الجامعة اللبنانية» في جلسته في الرابع والعشرين من شباط الحالي، النظام الانتخابي والقواعد والإجراءات التي ستطبق في انتخابات مجالس الفروع في الجامعة، أو تحديد موعد لذلك، علماً أنه لم يقدم أحد من العمداء أو من ممثلي الأساتذة اعتراضاً على إجراء الانتخابات، أو على قانون النسبية.
تجدر الإشارة إلى أن النظام الانتخابي المقترح، يدعو إلى إجراء هذه الانتخابات في يوم واحد وبإشراف إدارة الفروع، وفق النظام النسبي، على أن تطبق على هذه الانتخابات القواعد والإجراءات والآلية المتفق عليها مع ممثلي الأحزاب والقوى الطالبية، والتي نالت موافقة وتواقيع 13 حزباً وتياراً، والتي باركت بدورها هذا النظام، وأعلنت تأييدها له في سلسلة بيانات صدرت عن المنظمات الشبابية والطلابية.
التحضيرات للنظام الانتخابي، انتهت نظرياً، وأمل المنظمات الشبابية والطالبية، في تحديد موعد قريب في نيسان المقبل، يبدو أنه بات بعيد التحقيق، خصوصاً أن النقاشات التي دارت في مجلس الجامعة، لم تؤكد أو تعلن صراحة الموافقة على النظام المقترح، وإن كانت قد برزت بعض التلميحات على عدم «حيادية اللجنة المكلفة إعداد النظام..!».
تشير المصادر إلى أن هذا النظام طُرح على طاولة البحث بين مديري فروع الكليات والمعاهد، خصوصاً أن هؤلاء هم مَن سيشرفون على الانتخابات، وليس عمداء الكليات، علماً أن المديرين اقترحوا أن تجري الانتخابات في الثامن من نيسان المقبل.
تؤكد مصادر المجلس أن رئيس الجامعة عدنان السيد حسين متحمّس لإجراء الانتخابات الطالبية، وكذلك الحال بالنسبة إلى العمداء وممثلي الأساتذة، غير أن العقبة تكمن في التفاصيل، وفي كيفية تحديد موعد يناسب الكليات والفروع ولا يشكل عائقاً أمام إجراء الامتحانات، خصوصاً أن هذه الانتخابات ستجري بحسب النظام الانتخابي في يوم واحد، وهي تحتاج إلى تحضيرات إدارية ولوجستية، والأمر لن يُترك للطلاب أو القوى الحزبية لتسيير الانتخابات وإصدار النتائج.
تتابع المصادر، بعد التشكيك في حيادية اللجنة المكلفة والمؤلفة من الدكتورين خالد حدادة وإيلي داغر، اقترح أن يتم تشكيل لجنة لدراسة تحديد مواعيد جديدة لإجراء الانتخابات، على أن تعقد هذه اللجنة اجتماعاتها بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل.
وتشير المعلومات إلى أن اللجنة تحتاج إلى عقد جلستين أو أكثر، وبذلك يصبح من المستبعَد إجراء الانتخابات في نيسان، وربما تبدأ في مطلع أيار المقبل، إن لم تطرح أي عقبات، على أن تكون هذه الانتخابات مجرد تجربة أولية لما يمكن أن تجري على أساسه الانتخابات مستقبلاً.
وتنفي هذه المعلومات قدرة اللجنة على الانتهاء من درس التفاصيل الكاملة للعملية الانتخابية، ورفعها إلى مجلس الجامعة في التاسع من آذار، وبذلك ستؤجل إلى جلسة الثالث والعشرين من آذار المقبل.
وبانتظار قرار مجلس الجامعة لجهة تحديد موعد نهائي للانتخابات، يتابع الدكتور إيلي داغر، المكلف مع الدكتور حدادة، بموجب القرار 1760، الاتصال بالطلاب والممثلين للقوى السياسية والحزبية في الجامعة، لافتاً إلى أنه بعد 12 اجتماعاً تمت بعدها الموافقة على نظام الانتخابات لمجالس الفروع، على أن تكون هذه الانتخابات مقدمة لإعادة إحياء «الاتحاد الوطني لطلبة الجامعة اللبنانية».
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد لم تتم إعادة تفعيله منذ العام 1975، على الرغم من المحاولات السابقة التي جرت في العام 2001، أيام رئيس الجامعة الراحل أسعد دياب، وبإشراف الدكتور حدادة، والذي عقد مع القوى الحزبية أكثر من مئة اجتماع، وضع في نهايتها النظام الداخلي للاتحاد، إلا أن الخلافات كانت على الرئاسة والتمثيل في الهيئة الإدارية للاتحاد، وتمت متابعة الموضوع مع رئيسي الجامعة السابقين إبراهيم قبيسي وزهير شكر، ثم مع الرئيس الحالي، والنتيجة بقيت على حالها.
ويُعيد التاريخ نفسه هذه الأيام، وبالخلافات نفسها، مَن سيكون الرئيس، وهل ستوزع المقاعد مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.. ومَن سينتدب إلى مجلس الجامعة؟
كل هذه الأسئلة، وإن كان من المبكر الإجابة عليها، إلا أنه يسجل للجامعة إنجاز هام وهو التفكير بالطلاب، على أن تكون الخطوة الأولى لهذا الإنجاز إجراء انتخابات المجالس، بعد توقف من العام 2007 بسبب الأوضاع الأمنية، والانقسامات الداخلية بين الطلاب سياسياً.
يوضح داغر أن إجراء الانتخابات ستتم بطريقة الاقتراع السري المباشر، وفقاً للنظام الانتخابي النسبي، على أساس لائحة مقفلة مطبوعة سلفاً، ويحق للناخب المسجل أن يقترع للائحة واحدة فقط، من دون أن يحق له تعديل ترتيب أسماء المرشحين ضمن اللائحة أو شطب أو إضافة أسم أحد. ويتم احتساب النتائج، حسب قاعدة المعدل الأكبر، وتحصل كل لائحة على عدد مقاعد يوازي نسبة الأصوات التي حصلت عليها من إجمالي أصوات المقترعين. تتألف الهيئة الإدارية من 12 عضواً، وينتخب رئيس مجلس الطلاب الفرع والأعضاء كل على حدة وبالاقتراع السري.
يشير داغر إلى النقطة المهمة في النظام الانتخابي، تتمثل في رفع مجلس طلاب الفرع توصياته إلى الهيئة الإدارية حول جميع الأمور الخاصة بالفرع، بما فيها وسائل الضغط الديموقراطي والاعتصام والاضراب، لمنع التفرد بالقرار من قبل الهيئة الإدارية، وحفظ الصلاحيات مجلس الفرع.

ACGEN السغير تربية وتعليم