جامعات فرنسية «تلهث» لاحتضان الطلاب!

Thursday, 4 February 2016 - 12:00am
بعد أن هدأ تصفيق الحاضرين، وضع وزير العدل السابق ابراهيم نجار نظارته السوداء السميكة على عينيه، واعتلى المنبر. بكثير من التأثر سرد نجار تفاصيل عن حياته الدراسية التي قضاها في العاصمة الفرنسية باريس. عاد السبعيني شاباً وهو يقلب شريط عمره إلى الوراء. استعاد مشاهد وأحداثا حضنها في ذاكرته الطرية من لحظة عودته إلى لبنان حائزاً على دكتوراه في الحقوق من جامعة باريس في العام 1966.
كادت الكلمات أن تختنق بدموع نجار. غرقت مخارج حروف بعضها في سيل النوستالجيا الملتهب الذي رد القاضي إلى «شبابه في زمن الثقافة والمعرفة والنهل العلمي الواسع» بحسب توصيفه، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الأولى للقاءات الفرنسية ـ اللبنانية في مجال التعليم العالي، أمس، في قاعة «مونتين» في السفارة الفرنسية، الذي نظمته الأخيرة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسة «Campus France» ووكالة تعليم اللغة الفرنسية في الخارج والبعثة العلمانية الفرنسية والمعهد العالي للأعمال في بيروت.
شارك نجار مع الحاضرين لحظاته الجميلة في «عاصمة النور»، وحض الطلاب اللبنانيين على السير على نهجه والسفر للتعلم في فرنسا، مشدداً على أن «منافع التجربة لا يمكن اختصارها في كلمة واحدة، فلو خيّرت بالعودة لنهل المزيد من المعارف هناك لفعلت من دون تردد».
التقارب بين لبنان وفرنسا على مستوى التعليم العالي ليس جديداً، وتجربة نجار في هذا الصدد ليست يتيمة، إذ إن أكثر من 1600 طالبٍ لبناني غادروا لبنان في العام 2014 للتسجيل في الجامعات الفرنسية. ومنذ القدم، أرست باريس معظم القواعد العلمية المتبعة في لبنان وحددت غالبية مضامين المناهج التعليمية، بالرغم من أن بعض المدارس في السنوات العشر الأخيرة، تجهد نحو التحرر من الاسقاطات الفرنسية الكثيرة في هذا المجال.
إلا أن فرنسا لا تزال الوجهة الأولى التي تجذب الطلاب اللبنانيين في العالم، لذلك تسعى السفارة الفرنسية إلى تفعيل الأعمال المشتركة في هذا المجال وفتح آفاق جديدة وتطوير المناهج بما يتماشى مع سوق العمل ومتطلبات العصر. وأوضح السفير الفرنسي في لبنان إمانويل بون أن «فرنسا أدخلت إصلاحات جذرية في مؤسسات التعليم في السنوات الماضية وعدلت مشهد الجامعات لمواجهة التحديات المرتبطة بشكل خاص بالتدويل وبتعديل الشهادات التي يحوز عليها الطلاب في الخارج عبر توقيع أكثر من 500 اتفاق تعاون بين البلدين».
وأثنى ممثل وزير التربية إلياس بو صعب، المدير العام أحمد الجمال على «الجهود المبذولة والتعاون الوطيد بين البلدين على مستوى الجامعات ومختلف المؤسسات التربوية، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تبادل ثقافي ومعرفي وعلمي ينعكس إيجاباً على حركة تطور المجتمعات». وقال إن تبادل الخبرات التعليمية في الجامعات الفرنسية يُسهم في تطوير المداميك المعرفية للطلاب لا سيما في ظل نقص الامكانيات التطويرية للجامعة اللبنانية».
وأشارت ملحقة التعاون في المركز الفرنسي برناديت شاهو لـ «السفير» إلى أن «التعاون بين لبنان وفرنسا ممتاز جداً ونحن في صدد تحديثه بما يتلاءم مع حاجات الطلاب ومتغيرات المرحلة، لذلك اخترنا تنظيم ورش عمل وندوات لتوجيه الطلاب نحو اختصاصات جديدة قد يرغبون في تعلمها»، موضحة أن «نحو 35 مؤسسة فرنسية ناشطة في مجال التعليم العالي (جامعات ومعاهد) و40 مشاركاً تربوياً لبنانياً وفرنسياً، سيحضرون على مدى يومين في السفارة لاستقبال الطلاب الراغبين في المشاركة في معرض (التوجه إلى فرنسا للدراسة) الذي من شأنه أن يعرّف عن المؤسسات وكيفية التقدم بطلبات لدخولها واختصاصاتها العلمية المتوافرة».
ساندي الحايك

لبنان ACGEN السغير تربية وتعليم