Saturday, 28 November 2015 - 12:00am
يتساءل العكاريون عن اسباب تكرار حوادث الوفاة عند ابواب المستشفيات الخاصة؟ اخرها وفاة الشاب احمد عبد المجيد الذي توفي عند ابواب مستشفى اليوسف في حلبا، وهذه الحادثة دفعت بوزير الصحة الى تشكيل لجنة تحقيق بالحادث.
يسأل العكاريون عن اسباب هذا الحرمان المتواصل في عكار واساليب التعامل الاستشفائي مع المرضى؟ من يتحمل المسؤولية؟ هل هي وزارة الصحة؟ ام نواب المنطقة؟ ام ادارات المستشفيات الخاصة التي انشئت للربح المادي بتغييب الانسانية بالتعامل مع المرضى؟
يعتبر مرجع عكاري ان قضية الاستشفاء هي قضية تعني بالدرجة الاولى القيادات العكارية سياسية كانت ام دينية ام مدنية، وهي قضية مزمنة عمرها من عمر الحرمان والاهمال في عكار المنطقة التي تعتبر عنوانا للحرمان بمختلف اوجهه. فمحافظة عكار واسعة الارجاء ويناهز عدد سكانها الـ 500 الف نسمة موزعين على ما يقارب 350 بلدة وقرية عدا عن عدد النازحين السوريين الذي بات يوازي نصف عدد سكان عكاروانشئت مستشفى حكومي واحدة لا يتعدى عدد الاسرة فيها الخمسين سريرا وتجهيزات بدائية.
والى جانب المستشفى الحكومي نشأت مستشفيات خاصة : اثنتان في حلبا وثالثة في القبيات ورابعة في حرار ـ جرد عكار لم تشغل حتى الآن بالرغم من انجازها منذ عدة سنوات...
يعرب المرجع العكاري عن اعتقاده ان مسؤولية حرمان عكار من الاستشفاء كل هذه السنوات تقع بالدرجة الاولى على نواب المنطقة، خاصة النواب الذين مددوا في عكار منذ العام 2005 والى اليوم حيث لم يعد من مبرر لاستمرار الحرمان الذي اصاب عكار طوال السنوات التي مضت،حيث ان النواب الذين وصلوا الى الندوة البرلمانية انتموا الى التيار الازرق الذي اغدق على عكار بالوعود واشبع العكاريين الكلام المعسول وان عهد الحرمان سينقضي في عهد التيار الازرق الذي امسك بعكار قيادة وقاعدة فاذا بعكار تزداد حرمانا واهمالا وتتفاقم حالات الاستهتار بحياة المرضى عند ابواب المستشفيات الخاصة حيث بلغ عدد المتوفين امام هذه المستشفيات في عكار في سنة واحدة اكثر من اربعة مواطنين،وعند كل حادثة تجري التحقيقات التي تنتهي بشعار: «المستشفى دائما على حق...» فيطوى الملف ويدفن مع المريض المتوفي وتحمل المسؤولية الى اهل المريض المتوفي، بل تسارع ادارات المستشفيات الى اتخاذ صفة الادعاء على من يتجرأ باتهام المستشفى «المقدسة» والعاملون «القديسون» فيها...
يقول المرجع العكاري: كل ذلك لان موقع عكار في الطرف الابعد ضمن خارطة النسيان التي اسقطت من اجندات السياسيين الذين لا يتذكرون عكار الافي المناسبات التي يحتاجون فيها الى مصفقين او الى اصوات انتخابية يضعون لها الاسعار...
يؤكد المرجع ان نواب التيار الازرق يقفون حيال ازمة الاستشفاء في عكار موقف المتفرج على ازمة مستشرية تطال شرائح شعبية فقيرة بالكاد لا تجد قوت يومها فكيف تؤمن ثمن دواء اواستشفاء؟؟...
ويستغرب ان تنتهي كل التحقيقات الى طي ملفات المرضى وتبرئة المستشفيات بشكل مثير للريبة وكأن صحة المواطن توازي حفنة ليرات اذا تأمنت سارع الجميع الى احتضانه...
بعض هذه المستشفيات الخاصة يرفع مقولة انه مستشفى خاص غايته الربح المادي واذا فتح باب استقبال المرضى دون بدلات مالية تدفع عند الصندوق قبل دخول المستشفى فهذا يعني ان المستشفى ستؤول الى الافلاس...
ازمة الاستشفاء في عكار برأي المصدر عائدة الى الاسباب التالية:
اولا ـ الاكتفاء بمستشفى حكومي واحدة رديئة التجهيزات والخدمات في منطقة تحتاج الى ثلاث مستشفيات حكومية.
ثانيا ـ مستشفيات خاصة يتحكم باداراتها منطق الربح والخسارة التجاري غير عابئين بالانسانية الموضوعة على «الرف»..
ثالثا ـ منطق «المستشفى على حق ولو اخطأت في غياب الرقيب والحسيب.
رابعا ـ رغم الجهود الجبارة التي بذلها ويبذلها وزير الصحة ابو فاعور في محاسبة المستشفيات المخالفة والزامها قواعد الشرف والانسانية في التعامل مع المرضى الا ان هذه المستشفيات دائما تجد طرقا للتحايل والالتفاف والتهرب...
خامسا ـ العكاريون باتوا على قناعة ان في عكار «مستوصفات» تقدم الاسعافات الاولية ولم تستطع التقدم لتكون مستشفى يقدم خدمات لائقة توازي مستشفيات بيروت الكبرى ولطالما خضع عكاريون للعلاج في مستشفيات عكار لم يستفيدوا ونقلوا الى مستشفيات بيروت ليلقوا الاستغراب من طرق العلاج البدائية...
فهل تصل عكار الى مرحلة الاستشفاء الراقي؟ وهل يعلن نواب عكار الثورة الاستشفائية لانقاذ العكاريين من «جهنم» المستشفيات الخاصة؟؟؟
لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء الديار