Monday, 3 August 2015 - 12:00am
لطالما اثرنا مسألة دينية هامة تتعلق بالتدريس الديني الاسلامي في المدارس والمعاهد الشرعية الاسلامية في طرابلس والشمال، وان الكثير من هذه المعاهد والمدارس تعتمد مناهج دينية اسلامية وفق مذاهب وعقائد متطرفة اصولية تلقن الناشئة الافكار المنحرفة عن منهج الاسلام الصحيح حتى باتت هذه المعاهد والمدارس تخرج اجيالا من المتناقضات يخرجون الى المجتمع وقد شحنوا بافكار غريبة تجعلهم غرباء عن بيئتهم ويكفرون الآخر بل وبعض الافكار تبيح الدماء والذبح والحرق والقتل غرقا وخنقا بما يتعارض مع قواعد الاسلام الحنيف.
منذ عدة سنوات بدأت تشهد طرابلس ومعها عدة مناطق شمالية نشوء هذه المعاهد الشرعية التي تتلقى التمويل والدعم السياسي والاصولي المحلي والخارجي وبات كل معهد له مرجعيته الدينية الخارجية بل وله غطاء سياسي يحميه من الملاحقة والمتابعة وقد شكل نشوء هذه المعاهد ظاهرة خطيرة حولت البيئة الطرابلسية وبعض المناطق الشمالية الى بيئات اصولية متشددة.
احد القيادات الدينية اعتبر ان لنشوء هذه المعاهد الشرعية اهدافاً ووظائف تتخطى الاهداف الدينية المعلنة، الى اهداف سياسية دينية واحد ابرز اهدافها التمهيد لقيام دولة الخلافة الاسلامية في « بلاد الشام» وكان لنشوء جبهة النصرة المنتمية الى تنظيم القاعدة وظيفة في تحقيق الاهداف الاصولية ،ولحقها تنظيم داعش الذي اعلن دولته في سابقة خطيرة لم تشهدها المنطقة من قبل في ظل تراجع الاحزاب العلمانية العقائدية التي تعرضت لنكبات عدة والبعض منها تعرض لتدجين سياسي على ايدي كبار رجال السياسة الذين ينتمون الى الماسونية العالمية حسب رأي القيادي الديني الشمالي.
هذا القيادي يشير الى ان الشمال اللبناني شكل محور اهتمام القوى الاصولية التكفيرية لاعتبارات عدة منها ان الطائفة الاسلامية السنية هي الاكثرية في طرابلس والشمال وثانيا لوقوع طرابلس والشمال على حدود سوريا التي اندلعت فيها الازمة التي راهنوا عليها كثيرا بالتمدد نحو لبنان ومحاولات ربط الشمال اللبناني بـ «ولاية حمص» .. لكن كل هذه الرهانات سقطت امام تصدي الجيش السوري في المناطق السورية المحاذية للحدود الشمالية اللبنانية واحبطت كل مشاريع « الخلافة» المزعومة.
في طرابلس والشمال تراجع الكثير من اصحاب الافكار المتشددة التكفيرية وتلمسوا ان احلامهم مجرد سراب وبقي العمل الجدي لتطهير عقول الناشئة الذين غرر بهم واعادتهم الى جادة الصواب الديني الاسلامي السمح كي يستطيعوا العيش بسلام واطمئنان مع محيطهم المتنوع ومع النسيج الشمالي الفائق الوحدة والتضامن والتآلف عكس كل محاولات الاصوليين التكفيريين من جر المدينة الى نفقهم المظلم.
ـ ماذا حصل مؤخراً؟ ـ
حسب القيادي الديني الاسلامي الشمالي ،ان دار الفتوى الاسلامية اللبنانية اوعزت مؤخرا الى دوائر الاوقاف الاسلامية في لبنان وخاصة في طرابلس والشمال بتوحيد مناهج التعليم الديني في كافة المدارس والمعاهد الشرعية ،وان الاوقاف الاسلامية ستوزع على الجميع المنهاج الديني الموحد الذي لا ينتمي الى مدرسة او نهج او مذهب سوى الى المنهج الاسلامي الرسمي المعروف الذي يكرس الاسلام الوسطي المعتدل وفق القرآن والسنة وبعيدا عن الاجتهادات والحزبيات الدينية المشوهة للدين الاسلامي.
وبرأي القيادي انه يمنع على المعاهد تعليم الوهابية والسلفية ولا حتى اي مبادىء دينية اخرى لمذاهب تتعارض مع جوهر الدين ، ومن شأن ذلك ان تخرج اجيالاً من المسلمين المعتدلين الذين يعرفون يميزون بين الحلال والحرام وفق حقيقة الدين وبما يتلاءم مع المجتمع وينسجم مع المحيط والبيئة فلا يتخرج شبان غرباء ليس عن دينهم وحسب بل وعن مجتمعهم واهلهم كما كان يحصل سابقا.
يعتقد هذا القيادي ان المعاهد والمدارس التي ستخالف التعميم الرسمي لدار الفتوى سوف تغلق لانه لم يعد جائزا التغريد خارج السرب الديني الاسلامي الصحيح وكفى طرابلس والشمال ما اصابها من التكفيريين والمتشددين الذين حاولوا خطف المدينة الى سوداء افكارهم الداعشية.
FBO الديار مجتمع مدني