مفوض "الأونروا": المساعدات أقل من الحاجات لا يمكن المانحين تركنا... والكفاح مستمر

Thursday, 27 August 2015 - 2:00pm
لم يحمل المفوض العام لـ"الأونروا" بيار كراهنبول، طمأنة طويلة الامد الى اللاجئين الفلسطينيين الذين التقاهم خلال جولة له في البقاع، امس، يرافقه مدير عمليات الوكالة في لبنان ماتياس شمالي، ومديرها الاقليمي في البقاع محمد موح، حول تقديمات الوكالة سواء للاجئين المقيمين في لبنان وتلك المحدثة لتلبية حاجات الفلسطينيين الذين لجأوا من سوريا. كل ما يستطيع ان يؤكده لهم هو "أن الكفاح مستمر لابقاء التقديمات والخدمات الرئيسية"، كمثل ذلك الذي خاضه أخيراً ونجح فيه بتأمين العام الدراسي للتلامذة لهذه السنة ، لكن مع حاجة إلى إصلاحات وخفض المصاريف ضمن الوكالة التي تعاني "عجزاً غير مسبوق" قدره 101 مليون دولار.

وكان كراهنبول اطلع خلال جولته البقاعية على نشاطات "الأونروا"، والتقى موظفيها وعائلات تستفيد منها زارهم في اماكن اقامتهم في المرج وبرالياس.
لم يخف كراهنبول عمق الازمة "لفترة طويلة عاشت الاونروا مع ازمة مالية. واليوم علينا ان نتخذ خطوات جدية لخفض بعض المصاريف غير الضرورية ثم العودة الى المانحين ونطالبهم بتمويل ثابت بشكل اكبر".
فبالنسبة إلى المفوض العام لـ"الاونروا" يتوجب العمل بجهد "ليفهم العالم أن تعريض العام الدراسي للخطر هو من المخاطر التي يجب ألا يلجأ اليها المجتمع الدولي". لانه كما قال: "على المقاعد الدراسية في صفوف مدارس "الأونروا"، تمكنت اجيال من اللاجئين الفلسطينيين من تنمية قدراتها ومهاراتها، والمدارس هي اماكن توفر الفرص وبعضا من الامل للفلسطينيين بمستقبل افضل".
لكن كثيرة هي الحاجات التي لم يكن المفوض العام يحمل معه اجوبة ولا حلول لها. حق العمل وحق التملك بالنسبة إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتسجيل الولادات ومشكلة الاقامات وعبور الحدود للفلسطينيين من سوريا.
لا يعرف المرء من أين يقارب الحاجات الفلسطينية، نسبق المفوض الى اولى العائلات التي سيزورها في بلدة المرج في البقاع الغربي وندخل خيمة، مما يحملنا على الاعتقاد اننا امام عائلة فلسطينية لجأت اخيرا من سوريا، ليتبين ان هذه الخيمة هي مسكنهم من 17 عاماً، منذ دمرت اسرائيل مخيمهم في النبطية. الوالد قاسم جعجع، رب عائلة من 5 اولاد، فقد وظيفته عاملا بالأجرة، عندما لم يراع مستخدمه اللبناني 18 سنة من العمل لديه، واستبدله بعامل سوري بأجر أدنى، مستغلا حاجة اللاجىء السوري وظالما اللاجىء الفلسطيني. ابنه البكر علي الذي تخرج، معلم الومنيوم، من مهنية سبلين التابعة لـ"الاونروا" لا يجد عملا له، سوى بـ 50 الف ليرة اسبوعياً. ثاني الابناء يتعلم صنعة، والباقون يذهبون الى مدارس "الأونروا".
عندما قصدنا منيرة، اللاجئة الفلسطينية من مخيم اليرموك في سوريا الى بلدة بر الياس، وجدنا انها تقيم في شقة مع ابنها وابنتيها واولادهما الخمسة. لكنها شقة من غرفتين ومنافعهما، لا تزال على اللبن، تدفع بدل ايجارها 350 الف ليرة شهرياً، كانت قادرة على توفير بدل الإيواء الذي تساهم فيه "الاونروا"، 100 دولار لها و 100 لابنتها، وتوفران من مساعدة الغذاء 50 الفاً. ولكن مع توقف بدل الايواء وتقليص الغذاء الى 27 دولاراً للفرد، فإن منيرة لم تتمكن من دفع ايجار شهرين والحبل على الجرار...
بإزاء مخاوف الفلسطينيين من أن تكون أزمة "الأونروا" سياسية وليست مالية فحسب، يبدي كراهنبول تفهمه لشعورهم هذا، ويؤكد انها "ازمة مالية بحتة"، مضيفاً انه "في حال شعرت بأن أحداً يحاول جعلها سياسية فإنني سأرفع الصوت". كراهنبول صحح "الخطأ السائد " أن المانحين يقلصون تمويلهم للأونروا"، مشيراً الى ان المساهمات الاجمالية ارتفعت في السنوات الماضية. وشرح ان المشكلة تكمن في "ان حاجات الفلسطينيين نمت في شكل اسرع بسبب تنامي اعدادهم بعد الحرب في غزة، والصراع المستمر في سوريا، لذلك النمو في المساعدات كان أبطأ من نمو الحاجات، وهنا يكمن التحدي".

لبنان ACGEN النهار حقوق الفلسطينيين