عودة ثقة الأهالي بالتعليم الرسمي في منطقة حاصبيا ومُطالبة بفروع للغة الانكليزيّة مجموعة من العقبات تواجه المدارس والثانويّات على

Saturday, 14 March 2015 - 12:00am
يبلغ إجمالي عدد الطلاب في مدارس منطقة حاصبيا حوالي خمسة آلاف طالب في المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة، موزعين على 31 مدرسة بين رسمية وخاصة، وهناك أيضاً حوالى 800 طالب ثانوي موزعين على ثماني ثانويات 4 رسمية و4 خاصة بالإضافة إلى مهنيتين واحدة رسمية واخرى خاصة، وقد تقلص عدد هذه المدارس بفعل القرار الصادر عن وزير التربية والتعليم الأسبق حسن منيمنة في العام 2010 والقاضي بدمج وإقفال عدد من المدارس الرسمية المتعثرة، حيث اقفلت مدرسة الكفير الرسمية الّتي كانت تضم 17 مدرساً و23 تلميذاً فقط، وكذلك طبق القرار على مدرسة الفرديس ومدرسة ميمس قبل أن يعاد فتح عدد من الصفوف فيها.
ويشير عدد من القيمين على الوضع التربوي في منطقة حاصبيا، إلى أن قرار الدمج والإقفال انعكس إيجاباً في بعض جوانبه على التعليم الرسمي بشكل عام في المنطقة، بحيث شكّل حافزاً للتعاون بين الأهالي والبلديات والهيئات التربوية، للدفع بالمدرسة الرسمية إلى الأمام، والعمل بكل جد لدعمها وعودة الثقة إليها. بعدما تمكنت المدارس الخاصة من إستقطاب أكبر عدد من الطلاب، وبنسبة تجاوزت 70%، مستفيدة من تراجع المدارس الرسمية جراء أجواء وأوضاع الفوضى الّتي كانت سائدة خلال فترة الإحتلال الإسرائيلي على مدى أكثر من عشرين عاماً. أضف إلى ذلك أشار عدد من الأهالي أنهم يضطرون لتسجيل أولادهم في المدارس الخاصة، لأن المدارس الإبتدائية الرسمية بأغلبها تعتمد اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أساسية بينما تكون اللغة الإنكليزية لغة إضافية، وهو أمر يدفع بالأهالي مضطرين إلى اللجوء للمدارس الخاصة رغبة منهم بتعليم أولادهم اللغة الإنكليزية كونها تسيطر على مجمل القطاعات والدول حول العالم وهي باتت أكثر من ضرورية لأي شخص.
وفي جولة على المدارس الرسمية في المنطقة يتبيّن أنها هناك أيضاً عدداً من المدارس مقفلة منذ كان الإحتلال بسبب تهجير الأهالي، وعدم عودة القسم الأكبر بعد التحرير، كمدارس: كوكبا، كفرحمام، راشيا الفخار، وأبو قمحة. بمقابل وجود مدارس وضعها مقبول إلى جيد، حيث يتراوح عدد طلابها بين 150 و300 طالب، كمدارس: عين قنيا، شويا، شبعا، الخلوات، حاصبيا للصبيان، عين جرفا، كفرشوبا وحلتا.
وعن معاناة المدارس الرسمية قال مدير مدرسة الخلوات الاستاذ سعيد أبو ابراهيم: «على الرغم من وجود الطاقم التعليمي الكفوء والمتابع لدورات التقوية والمتبع لمناهج وزارة التربية، هناك مشكلة كبيرة تعاني منها المدرسة الرسمية ألا وهي غياب القيمة الموحدة للمنح التعليمية المعطاة لموظفي القطاع العام، ممّا يدفع القسم الأكبر من الموظفين لا سيما منهم موظفي السلك العسكري لتسجيل أولادهم في المدارس الخاصة مستفيدين من تغطية الدولة نسبة 80% من تكاليف التعليم.» وتابع «الحل الوحيد لهذه المشكلة يمكن بتوحيد قيمة المنح وإجبار موظفي القطاع العام على تعليم أولادهم في المدرسة الرسمية.»
من جهتها مديرة ثانوية حاصبيا الرسمية المعلّمة غلاديس أبو نقول، قالت « هناك العديد من العقبات الّتي تعترض مسيرة التعليم الرسمي في منطقة حاصبيا، فمثلاً في المدارس والثانويات الخاصة بعدد بسيط من 6 أو 7 طلاب يفتحون صفاً لا بل يفتحون ثانوية، بينما في الثانوية الرسمية وعلى الرغم من وجود الطاقم التعليمي فالجهات التربوية المختصة ترفض أن يفتح أي في حال كان عدد الطلاب 4 أو أقل، رغم ذلك هناك في ثانوية حاصبيا الرسمية هذا العام الدراسي 75 طالباً في صفوف شهادة الثانوية العامة، بينما لا يصل العدد إلى 20 طالباً في الثانويات الخاصة الاربعة في المنطقة مجتمعة». وأشارت أبو نقول إلى أن «الطالب الضعيف في القطاع الخاص يعتبرونه ليس مشروع نجاح، فلا يهتمون لتقويته بل يرفضون تسجيله ويرسلونه إلى الثانوية الرسمية لكي يضرب اسمها في حال عدم نجاحه في إمتحانات الشهادة الرسمية، من خلال عدم تحقيقها نسبة نجاح 100% بينما تواجهها الثانويات الخاصة بلافتات تملئ الأمكنة تحتفل بها بنجاح جميع طلابها الّذين لا يتعدّى عددهم نصف صف في الثانوية الرسمية».
وتابعت المديرة «تواجه الثانويات والمدارس الرسمية أيضاً مجموعة من العقبات الاخرى، كمناقلات الاساتذة بعد إنطلاق العام الدراسي والتعاقد العشوائي حيث يجري ضخ الثانويات بالمتعاقدين، رغم عدم حاجة الثانويات لهم ومجيئهم على حساب أساتذة الملاك، إلاّ أن هذه الأمور تتم لإرضاء الأحزاب والجهات السياسية. بالإضافة إلى غياب تنفيذ بعض الالتزامات حيث جرى تجهيز البنى التحتية للمختبرات في الثانوية ووصلت المعدات، إلاّ أنه حتى الآن لم يتم الإستفادة منها بسبب عدم متابعة الموضوع من قبل المشرفين على تركيب هذه المعدات».
وعلى الرغم من هذه العقبات أشارت المديرة غلاديس أبو نقول إلى أن الثانوية الرسمية نجحت في الكثير من المحطات والمحافل بالتعاون مع مجلس الأهل، فطلاب الثانوية حلّوا العام الماضي في المرتبة الاولى على صعيد الوطن في مسابقة الفلكلور الّتي تنظمها وزارة التربية والتعليم العالي، وهم هذا العام بصدد التحضيرات للمشاركة في هذه المسابقة ومعرض الفنون، بالإضافة إلى وصول الفريق الرياضي التابع للثانوية إلى المربع الذهبي على صعيد المحافظات في بطولة المدارس والثانويات. كما تم اختيار ثانوية حاصبيا من 126 ثانوية ومدرسة لتطبيق مشروع «دراستي2» لدمج التكنولوجيا بالتعليم وهو مشروع سيساعد الثانوية والاساتذة والطلاب من خلال تنمية القدرات والتجهيزات الّتي ستقدّم ويتم الإستفادة منها. وختمت أبو نقول « كذلك نجحت الثانوية ببناء شبكة مميزة من العلاقات مع الأحزاب والتيارات ومنظمات المجتمع المدني، حيث قدّم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان مولداً كهربائياً للثانوية، وقدّم مكتب النائب أنور الخليل آلة لتصوير المستندات، وبلدية حاصبيا برئاسة الشيخ غسان خير الدين قدّمت مدافئ لكل صفوف الثانوية، بالإضافة إلى مساعدات عينية منUSAID ومنتدى الشباب الديمقراطي وتجمّع شبيبة عين قنيا وغيرهم ...»

ACGEN اجتماعيات الديار تربية وتعليم