Wednesday, 27 November 2013 - 12:28pm
مع تطوّر العلوم والبحوث وتسابق المعلومات، ومن أجل مواكبة العصر، لم تعد الإجازة الجامعية أو ما تعرّف بـ"البكالوريوس" تقنع المتخرجين بأنها كافية لتحقيق طموحاتهم العملية والمستقبلية، أو تغنيهم عن المتابعة الأكاديمية. لذلك هم في بحث دائم عن تخصصات ترضي ميولهم وفي الوقت نفسه تساعدهم في الإلتحاق بسوق العمل سريعاً...

جامعة سيّدة اللويزة (NDU)، من الجامعات الخاصة التي تواكب التخصصات الأكاديمية الجديدة وتعمل على تطويرها لتلائم حاجات المجتمع وسوق العمل... فما الجديد الذي حملته هذه الجامعة لطلابها في السنة الجامعية الحالية؟
في مقابلة مع "النهار"، تحدّث نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية بالتكليف وعميد كلية التمريض والعلوم الصحية الدكتور أنطوان فرحات، عن كلية الحقوق التي استحدثتها الجامعة هذه السنة، والتي يندرج ضمنها تخصص القانون الذي يُمنح لطلاب شهادة البكالوريوس، كما أدخلت خمسة تخصصات جديدة في الدراسات العليا (MA)، على أن تتحضر إلى إيجاد تخصصات لـ الدكتوراه...
كليات الحقوق متوافرة في الجامعات الأخرى، فما هو الجديد في هذه الكلية؟
استحدثت الجامعة في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية تخصص الحقوق وأطلقت عليه اسم "كلية الحقوق والعلوم السياسية والعلاقات الدولية". وفي رأي فرحات لم تظهر هذه الكلية من العدم، "فعمل المحامي ليس محصوراً في متابعة شؤون الشركات وشجونها في البلد الذي يُقيم فيه، بل بات منفتحاً على شركات الخارج، ذلك أن لغة الإدارة والأعمال في الخارج غالباً ما تكون باللغة الإنكليزية، من هنا، جاءت فكرة إنشاء كلية للحقوق لتُدرسّ مواد تخصص القانون باللغة الإنكليزية".
وما يميّز كلية الحقوق هذه عن غيرها في الجامعات الأخرى، على ما يقول، "أنها الأولى التي تُدرّس مواد الحقوق فيها باللغة الإنكليزية إلى جانب العربية، وذلك وفق نظام الـ (Credits)، وقد انطلق التخصص هذه السنة بـ22 طالباً، على أن تستغرق دراسته أربع سنوات، ويتألف من 120 Credits".

5 تخصصات في الـ MA
لم تكتف جامعة الـ NDU بإنشاء كلية الحقوق لديها، بل أصرّت على تزويد متخرجي الـBS مزيداً من التخصصات تحفزهم على متابعة دراستهم في برنامج الدراسات العليا. وهكذا أنشأت لهم خمسة تخصصات جديدة هي: علم التغذية، إدارة الأخطار المالية، علوم التأمين، علم الأحياء وعلم الرياضيات المالية.
وتحدث فرحات عن تخصص علم التغذية قائلاً: "ثمة نقص في البحوث في لبنان الذي يعتمد على دراسات في الخارج، وقبل نحو 20 عاماً، لم يكن متوافراً أكثر من عشرة مجالات علمية تستقطب البحوث وتعنى بعلم التغذية، في حين بات عددها اليوم بالآلاف، وبالتالي من الصعب جداً حصر هذا العلم المتطور والمطلوب بـشهادة "البكالوريوس" فقط، ولهذا السبب، يحقق هذا التخصص للطالب حيازة شهادة الماجستير أو حتى الدكتوراه". وقد بدأ التدريس بهذا التخصص هذه السنة مع 13 طالباً بعدما وفّرت الجامعة الكادر التعليمي الكافي، فضلاً عن المختبرات اللازمة والتجهيزات الضرورية.
ويؤكد فرحات الإفادة الحتمية من مواد علم التغذية في الماجستير، إذ "غالباً ما تركز مواد الـBA على نجاح المتخرج لمزاولة مهنته كمتخصص تغذية، بينما مواد الـ MA تدعم هذا الهدف مع تعمّق المتخصص بالخلفيات العلمية والقدرة على القيام بالبحوث من أجل تطوير هذا العلم وإضافة جزئيات عليه غير موجودة في البكالوريوس".
وعن تخصص إدارة الأخطار المالية، يقول فرحات إن في كل شركة أو مصرف عمليات تجارية تتم على مستوى ضخم، "فلا بد من أن تطلب هذه المؤسسات أو المصارف من يُحدد لها الأخطار المالية، وذلك ضماناً لنجاح عملها، وهذا الأمر أصبح ضرورياً في كل مؤسسة مالية أو شركة تجارية، وحيث باتت تطلب موظفين متخصصين في هذا المجال، لذلك يساعد هذا التخصص في تأهيل الطلاب للإنخراط في سوق العمل".
وجاء اختيار الجامعة تخصص علوم التأمين وعلم الرياضيات المالية، نتيجة تقدّم عالم التأمين والتطوّر الذي وصل إليه. ويلاحظ فرحات أنه في السابق لم تكن تتوافر مجالات عمل في هذا الحقل لحاملي شهادة في علم التأمين، وقد تغيّر هذا الوضع اليوم، لذلك ثمة ضرورة ملحّة أن يتجه طلابنا نحو هذا العلم "الذي يشهد إقبالاً كثيفاً في برامج التأمين المتنوّعة"، مؤكداً أن فرص العمل متاحة أمام الطلاب، خصوصاً في دول الخارج، "وقد سبقت الـNDU الجامعات الأخرى في منح الماجستير بهذا التخصص"، مشيراً إلى ان مسؤولية الصروح الأكاديمية هي تطوير العلم للمجتمع وليس فقط تلبية حاجات سوق العمل. وبصفته عميداً لكلية التمريض والعلوم الصحية، يتطلع فرحات إلى استحداث أربعة تخصصات جديدة تدرّس في كليته، "ثلاثة منها ستنفرد بها جامعة الـ NDU بين جامعات لبنان".

لبنان ACGEN النهار تربية وتعليم