مباردة مدنية خجولة لانقاذ الارث الثقافي في بيروت فيما مطرقة الهدم مستمرة في العمل

أطلق صندوق رعاية المباني التراثية العالمية ومنظمتان لبنانيتان غير حكوميتين، يوم الاربعاء الماضي في باريس مبادرة تسعى إلى إنقاذ الإرث الثقافي والطبيعي في بيروت. وحول تلك المبادرة، اكدت خبيرة الشرق الأوسط في الصندوق أليسندرا - بيروتسيتو، إن إشراك السكان المحليين أساسي، لافتة الى أن المنظمة الدولية اختارت موقعين لحملة التوعية هذه، هما قصر حنينة ودالية الروشة، ومشيرة الى انه من المرتقب إقامة سلسلة من النشاطات المتمحورة حول هذين الموقعين في بيروت بين 19 و21 أيار، بغية توعية السكان على أهمية الحفاظ على هذا التراث. تأتي تلك المبادرة في وقت بدأ فيه منذ أسبوع هدم مصنع بيرة "لذيذة" في حي مار مخايل في شرق بيروت الذي يعد من أقدم مصانع البيرة في الشرق الأوسط ومن أهم الأبنية التراثية في بيروت، ليحل محل تلك العمارة التي شيدت عام 1930 مجمع سكني فاخر. من جهته، افاد نائب رئيس جمعية "أنقذوا تراث بيروت" أنطوان عطاالله خلال عرض تلك المبادرة في جامعة السوربون، إن "كل السياسيين في لبنان هم مقاولون (عقاريون) أو مقربون من مقاولين عقاريين، مضيفاً "نحن لا نعرف مفهوم تضارب المصالح". كما اشار عطالله الى ان قصر حنينة في زقاق البلاط الذي يعود للقرن التاسع عشر "معرض للخطر لأن مالكه يتركه يتداعى، في حين أنه مدرج في قائمة المعالم التاريخية منذ 20 عاما". بدورها، شددت سارة ليلي ياسين، وهي إحدى مؤسسات الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة، إن "النفاذ إلى البحر لم يعد ممكناً في بيروت بسبب العمارات، وإن العاصمة اللبنانية لم تعد تضم سوى أقل من متر مربع واحد من المساحات الخضراء لكل فرد. وفي سياق متصل، دعا مرشح القوات اللبنانية، لمركز نقيب المهندسين في بيروت، نبيل ابو جودة، خلال مقابلة عبر صحيفة الاخبار الى التخلص من الكثير من البيوت المتواضعة في منطقة كرم الزيتون متسائلاً هل من مصلحتنا الابقاء على تلك البيوت في مدخل بيروت الشرقي. وللتذكير، فان وزير الثقافة، غطاس خوري اصدر قراراً في 2 آذار الماضي، قضى بسحب البيت الاحمر الكائن في شارع عبد العزيز من لائحة الجرد العام للابنية التاريخية وذلك تمهيدا لهدمه من قبل ماليكه. (راجع خبر: http://www.lkdg.org/ar/node/16235) (الاخبار، النهار 6 نيسان 2017)